الخميس، 6 فبراير 2014

وعلى المتضرر اللجوء لقضاء العاشقين!!

دعوني قبيل أن أسرد كلماتي، أن أقترح عليكم اقتراحًا، دعونا نتنصل من واقع حياتنا الصخب المرير! دعونا نتجاهل شيزوفرينية شركاؤنا في الحياة من أصدقاء ورفقاء عمل وأهل وحتى شيزوفرينيتنا نحن شخصيًا -فالشيزوفرينيا مرض نفسي جميعنا مصابون به من دون استثناء- ! دعونا ننسى الصراعات السياسية العفنة التي تجوب بلادنا العربية!! دعونا نتخلى عن عنصريتنا القائمة على أساس الجنس واللون والدين!! دعونا نتخلص من كل ما يشوه أذهاننا!! دعونا نطير بأذهاننا بعيدًا ونرتقي بأحاسيسنا ومشاعرنا لنكتشف سويًا هل نحن مدرجون تحت قائمة المحبين أم العاشقين؟!! ولكن قبل أن نندفع ونتصنع ونتخذ القرار دعونا نعرف ما الفرق بين العشق والحب!! وهل يتساويان في المشاعر والأحاسيس؟ وهل كل المحبين عشاق؟ وهل كل محبوب معشوق؟ دعونا نتأمل في صمت!! 

إذ كانت إجابتك بنعم، فلما هناك ما يسمى بالحب وأخر ما يسمى بالعشق؟  ليس من العدل أن يتساوى المحب والعاشق!! فنحن نقع فالحب مرارًا وتكرارًا !! ستقولوا "وما الحب إلا للحبيب الأول" .. لربما تكونوا مُصحين ولكن هل سمعتم من قبل "وما العشق إلا للمعشوق الأول" !!لا أذكر أنها قد طرأت على مسامعي يومًا ما!! ... اعتدت أن أسمع لفظة أحبك، وكثيرًا ما شعرت بأنها تحولت لتصبح مجرد كلمة "مبتذلة" لسهولة النطق بها ..!! ولكن "أعشقك" كلمة ذات طابع خاص!! ليس من الضروري أن تنطق بلسان!!
فالعين كفيلة للبوح بها!! ولمسة اليد المرتعشة قادرة على برهانها!! فهي ليست مجرد كلمة ولكنها شعور بالاكتمال!! شعور لا يمكن وصفه !! فالعشق حياة لا يدركها سوى العاشقون!! أن تعشق هو أن تذكر معشوقك في صلاتك ودعائك ولربما تنسى نفسك!! ولما تذكر نفسك وإن كان هو نفسك!!

كلنا على موعد مع الحب.. !! فمشاعر الحب ليست مرتبطة بعمر ولا زمان ولا مكان!! أضحك كثيرًا كلما أتذكر ابن جيراني "محمد" ذلك الطفل الصغير والذي لا يتجاوز من العمر سوى ستة أعوام، حيث وجدته ذات مره يمسك بهاتفه الصغير وكأنه يتحدث إلى فتاه.. وعندما سألته إلى من تتحدث؟؟ قال لي بالحرف "جودي صاحبتي عندك مانع" !! نظرته وطريقته وكأنه يحاول أن يشعل الغيرة في قلبي .. أتضحكون !!  لا أخفيكم سرًا فعقلة الإصبع هذا كثيرًا ما طرق باب شقتنا ليعطني جوابات مليئة بقلوب وحروف وكلام غير مفهوم.. بل ويدعي أيضًا أنني خطيبته - مع العلم أنني قد أكون من عمر والدته .. !! وهذا نوع من الحب! وهناك طفل أخر تجده يتقاسم مع صديقته بالمدرسة الحلوى والطعام كنوع من أنواع الحب بل يعيش معها على وهم أنهما سيكبرا سويًا وسيتزوجها يومًا ما! وهناك حب ابن الجيران والذي كثيرًا ما تحاكت عنه أفلامنا العربية!

الحب فطرة!!  فهناك ما يسمى بالحب من أول نظرة!! ذلك الحب المبني على اللا شيء!! حب غريب تقع فيه بمجرد النظر لشخص! وليس بالضروري أن تتبادلا ذلك الحب ولا سيما تلك النظرة! فهو إحساس وشعور وقتي !! لربما يمكن ان نسميه حالة!! أنا لست مقتنعة بأن على المحب معرفة سبب حبه ... لأن ليس للحب سبب ولكن الاستمرار فيه لابد أن يكون مقرونًا بسبب.. لابد أن يتفق قلبك وعقلك على ذلك الحب... الحب يبدأ بإعجاب ثم تعلق ثم حب!! لابد أن تمر بالثلاث مراحل، لربما تختلف وتيرة تنقلك فيما بين الثلاث مراحل!!ولكن سرعان ما ستصل للأخيرة وحينها ستكتشف أنك قد وقعت فالفخ .. !!ومع الوقت ستكتشف حبيبك وتتفهم كافة طباعه وستتواكب مع ما تستطيع من عيوب وتتذمر من غيرها! وهنا نجد الاختلاف بين الحب والعشق!! فالعاشق يعشق معشوقه بما يحمله من عيوب قبل مزاياه!! فهو يعشقه في أسوء حالاته!! يرضى بكل ظروفه! يتحمل المجهول يرضى باللامعقول !! فالعاشق سارح في ملكوت عشقه لا ينتظر سوى أاحتواء معشوقه ليشعر بالأمان والحنان!!

الحب يدفعك بألا تبالي بالكلام المعسول ولا حتى نظرات إعجاب الأخرين.. ولكن لن يمنع هذا أنه في حالة الفراق أن ترجع لهؤلاء من وارتهم ظهرك يومًا ما!!  ولكن حينما تعشق؛ فأنت لا ترى سوى من تعشق.. أن تعشق يعني أن ترى ملامحه وتسمع صوته في أرجاء كل مكان تذهب إليه... أن تعشق  كلماته وإن قلت  وكأنها بمثابة كلمات تتراقص على لحن الحياة الجميل .. فعيون من تعشق هي الوطن وصوته هو دقات قلبك ولمساته هي نبض الحياه ... أن تعشق هي أن تصرخ قائلًا عذرًا لن أتخلى عنك مهما كان ومهما حدث!! أليس الانتحار حرام شرعًا!! أم هل تود أن تسلب مني روحي وتقتلني

فها نحن معشر العشاق :
حين نحب نحتاج .. فالحب احتياج ولكن العشق اجتياح..
حين نحب نشتاق.. فالحب اشتياق ولكن العشق افتقاد..
يا معشر المعشوقين .. رفقًا بعشاقكم !

 يقولون "على المتضرر اللجوء للقضاء" .. ولكن أي قضاء سينظر فأمرالعشاق بعين الشفقة والرحمة.. الجأوا لقضاء العاشقين!!  وتوسولوا قائلين "كن منصفًا يا سيدي القاضي!! كن منصفًا وكن كالقديس فلانتين.. كن منصفًا وآمر بحبس العشاق سويًا حبس انفرادي أبدي!! عاقبهم بعشقهم !! ويالها من عقوبة !! دعهم يودعون ذلك العالم بما فيه من زيف وخداع!! دعهم يعيشون ما سيتبقى لهم من أيام عمرهم سويًا!! دعهم يعيشون دون قيود والتزامات !! دعهم يعيشون فليس لهم فالعشق سوى الحياة ..  طوبى للعشاق!!  



ليست هناك تعليقات: